هذه القصة من القصص التي تجيب على أسئلة كبرى
والسؤال الذي تحاول الاجابة عليه هو كيف تتغير طريقة تعامل الناس مع أي شخص عندما يتحول من شخص طبيعي إلى شخص آخر ولو كان هذا التحول لا يد له به وأنما فرض عليه ، و كيف يغير الناس من طباعهم رأسًا على عقب ويدفعهم لعزله مع أنهم يعرفون من هو تمامًا ؟
تتمحور أحداثُ الرّواية حولَ الاغتراب الَّذي قد يصيب المرء نتيجةَ معايشته لأحوالٍ وظُروفٍ مُناقضَةٍ تماماً لرغباته وطُموحه، أحداثٌ كفيلةٌ بتحويله من ذاتٍ بشريّةٍ إلى آلةٍ مُبرمجةٍ تتكرر مهامها وأحداثها يوميا ، بل وربّما يتحوّل ببساطة إلى حشرةٍ ينفُر منها الجميع
يستيقظ البائع المتجول جريجور سامسا ليجد نفسه تحول إلى حشرة بشعة هائلة الحجم، يحاول هنا كافكا على ما أظن أن يصف لنا الشعور المزعج عندما يستيقظ الإنسان ويرى نفسه لم يعد كما هو ويصبح شخصاً آخر، أو أن يتحول حرفياً إلى شيء آخر غير ما كان عليه، أن يسمع صوته ويكاد لا يعرفه، أن تضيع شخصيته بالكامل.
جريجور كان يشعر أنه على ما يرام، لكن الصدمة بدات تأتي عندما أجاب والدته وسمع صوته لأول مرة بعد استيقاظه ، إنه صوت يزقزق زقزقة مخيفة ، و هنا يدرك أن أمراً ما قد أصابه. يحاول كافكا أن يصف لنا التحول ويشرح لنا تفاصيل هذا التحول .
ثم تتحول القصة نحو الأشخاص المحيطين بسامسا وكيف تغيرت نظرة الناس له رأسًا على عقب، بسبب منظره الذي يثير الاشمئزاز. يصف لنا كيف بقي معزولًا في الغرفة لا يدخلها أحد، ويبقى أسفل سريره لا يرغب أن يراه أحد.
والأهم هو أسرته وتعاملهم مع هذه الحشرة الغريبة معهم ، وكيف تعايشوا معها ؟
وسامسا المسكين كيف تعايش مع هذه الحقيقة التي جعلته شخصا غريباً أمام الجميع، وغريباً أمام نفسه، إنها تعبير عن شعور الإنسان بالعجز والذنب والعزلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق